كيف نتحدّث عن الكورونا مع الأطفال؟

كيف نتحدث مع الشباب والمراهقين عن وباء الكورونا؟

إعداد: طاقم "بتيبولنت"

يتمتع معظم المراهقين اليوم بوصول سهل وسريع إلى المعلومات عبر هواتفهم الذكية وأجهزة الحاسوب النقالة، ويمكن أن تسبب الأخبار والمقالات والصور حول كورونا لهم القلق. ما الذي يمكن للأهل القيام به لمساعدة المراهقين على التعامل مع هذا الوضع؟

حافظوا على صحتكم

تقول الأخصائية النفسية الدكتورة ليزا ديمور، أنه يمكن للأهل خفض مستوى القلق لديهم ولدى ابنائهم من خلال تعلم كل ما يمكن معرفته عن كورونا، وتعلم كيفية حماية أنفسهم من العدوى. "عززوا العادات الأساسية التي يعرفها الأبناء ويفهمونها بالفعل: غسل اليدين، والنوم الجيد في الليل، والحفاظ على جهازهم المناعي. أخبروا أبناءكم أنك تعرفون ما الذي يتوجب القيام به لتقليل احتمال إصابتهم بالمرض." كما ينصح المنطق البسيط أيضًا بتجنب لمس العينين أو الأنف أو الفم، والتي تنتقل الفيروسات من خلالها، والابتعاد عن الأشخاص الذين يعانون من السعال. .كما أن حقيقة أن الصغار أقل عرضة للعدوى يمكنها أن تخفف أيضًا من قلقهم .

ركزوا على الصورة الكبيرة

قامت دانييل ريكانيلو، أخصائية نفسية من جامعة فيرونا في إيطاليا، بتطبيق نصائحها المهنية بنفسها على بناتها البالغات من العمر 7 و 10 سنوات عندما أُغلقت مدرستهم في "بادوفا" بعد انتشار الكورونا. "من المهم مساعدة الأطفال على مواصلة حياتهم بشكل طبيعي قدر الإمكان، مع التحلي بالوعي ومتابعة ما يحدث من حولهم. تأكدوا من تركيزهم على دراستهم وطمأنتهم بأن القيود الحالية، مثل إغلاق المدارس، هي أفضل طريقة للحفاظ على صحتهم وصحة الأشخاص الآخرين". ريكانيلو هي عضو في منظمة تسمى Hemot، وهي منظمة دولية تعمل مع مجال التأهيل العاطفي خلال الأزمات، وقد نشرت كتيبًا يساعد الأهل على التحدث مع أطفالهم حول كورونا. تقول ريكانيلو إنها تستخدم ما تعلمته خلال إعداد الكتيب لتهدئة خوف بناتها من إصابتهن أو إصابة شخص يعرفنه بالعدوى .

أكملوا الناقص

تُشير ويندي موغل، وهي أخصائية نفسية سريرية، إلى أن كورونا توفر مادة يمكن من خلالها إنتاج فيلم رعب رائع للمراهقين .

وتقول: "مصدر الفيروس وانتشاره السريع حول العالم وظهور هذا المرض في كل مكان يزيد الهلع لدى الصغار". "توقفوا عن مشاهدة الأخبار وتأكدوا مما يعرفه أطفالكم فعلاً عن الفيروس. أجيبوا عن أسئلتهم، وإذا لم تعرفوا الإجابة كونوا صادقين معهم. ويمكنكم أيضاً البحث عن الإجابات معًا" .

الدكتور ريتشارد برومفيلد، الأخصائي النفسي في كلية الطب بجامعة هارفرد الأمريكية. يتفق معها ويقول: "كثرة المعلومات التي يتعرض لها الأطفال اليوم تُغرقهم بالخوف". "تحكموا بالمعلومات التي يراها الأطفال ويسمعونها، وتأكدوا بأنهم يشاركونكم المعلومات التي يعرفونها حتى تتمكنوا من التحدث معهم حولها. حاولوا رؤية الأمور من وجهة نظرهم، وتصحيح المعلومات الخاطئة ووضعها في سياقها الصحيح" .

يحذر د. بومفيلد من استخدام عبارات مثل "سوف تكون بخير" أو "سنكون جميعاً بخير". وبدلاً من ذلك، يجب على الأهل محاولة استيعاب مشاعر الصغار، بدلاً من اطلاق عبارات التهدئة الفارغة، ويقول: "يجب على الأهل أن يضعوا أنفسهم بين القلق وبين المساعدة والتخفيف، والإدراك بأن هذه التجربة ليست سهلة على الصغار" .

وهو يقارن كورونا بالكوارث الأخرى التي حصلت مؤخراً، مثل حرائق الغابات في أستراليا .

وهو يقارن كورونا بالكوارث الأخرى التي حصلت مؤخراً، مثل حرائق الغابات في أستراليا. ويقول: "من السهل على الأهل أن يتخيلوا أن طفلهم البالغ من العمر 3 أو 4 سنوات سيبكي عندما يرى دب الكوالا المصاب والوحيد". "أعتقد أننا ننسى أنه حتى المراهق الذي يبلغ من العمر 17 عامًا لديه طفل صغير في داخله، وهو أيضًا حساس ويشعر بالخوف" .

إعملوا معاً كفريق

تقترح الدكتورة موغل مشاركة ما قالته لها مراهقة خلال حوار عن الكورونا: "قالت إن الأشخاص الذين لديهم جهاز مناعي قوي يجب أن يتحملوا المسؤولية ويعتنوا بأولئك الذين يعانون من جهاز مناعي ضعيف". وأضافت: "هذه فرصة لتعزيز العادات التي يحاول الأهل تشجيعها بشكل يومي: النوم الجيد خلال الليل، الخروج في الشمس، والتغذية السليمة، والتأكد من غسل اليدين".

تقترح المعالجة النفسية هيذر تورغون أن نشرح للمراهقين كيفية انتقال الفيروسات.

إذا كنت تعدون أنفسكم لحالة الطوارئ، وتشترون المستلزمات والحاجيات، فربما من الجيد دعوة ابنكم المراهق للانضمام إليكم عند الذهاب إلى المتجر. يمكن أن يساهم شراء بعض المسليات المفضلة لديهم في تعزيز الشعور بالاستعداد.

تحلوا بالمرونة

مع اقتراب العطلة، يقترح الدكتور ديمور على الأهل أن يكونوا صريحين في مسألة إلغاء الرحلات العائلية.

"اشرحوا لأبنائكم أن السفر هذا العام محفوف بالكثير من الخطر، وأنكم ستجدون طريقة أخرى لقضاء الوقت معًا كعائلة خلال الإجازة".

أجيبوا بهدوء

يقول الدكتور برومفيلد: "بدلاً من مجرد الرد، يحتاج الأهل إلى التفكير وتخطيط كيفية التحدث إلى أطفالهم بطريقة مدروسة وحساسة وهادئة". الهدف هو أن يتمكن الأطفال في المستقبل من الاستعداد والرد بنفس الطريقة بأنفسهم " .

المصادر

ملخص مقالة نشرت في صحيفة New York Times .

www.nytimes.com/2020/03/02/well/family/coronavirus-teenagers-anxiety.html

مجالات التخصص: التعامل مع الأمراض العضوية، القلق، علاج المراهقين.